عالم بلا حدود magex007
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بك من جديد يا زائر ونتمنى لك قضاء وقت مفيد وممتع معنا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التكافل الاجتماعي في الاسلام(الجزء الاول)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mido2000
عضو نشيط
عضو نشيط
avatar


عدد الرسائل : 70
السٌّمعَة : 0
نقاط : 5736

التكافل الاجتماعي في الاسلام(الجزء الاول) Empty
مُساهمةموضوع: التكافل الاجتماعي في الاسلام(الجزء الاول)   التكافل الاجتماعي في الاسلام(الجزء الاول) Icon_minitimeالإثنين 27 أكتوبر 2008, 2:30 am

التكافل الاجتماعي في الإسلام



مقدمة:

إن المجتمع المسلم هو الذي يطبق فيه الإسلام عقيدة وعبادة وشريعة ونظاماً
وخلقاً وسلوكاً, وفقا لما جاء به الكتاب والسنة, واقتداءً بالصورة التي
طبق بها الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من
بعده.

وعندما يلتزم المجتمع بهذه القاعدة يجد التكافل الاجتماعي مكانه بارزاً في
المجتمع بحيث تتحقق فيه جميع مضامينه, ذلك أن الإسلام قد أهتم ببناء
المجتمع المتكامل وحشد في سبيل ذلك جملة من النصوص والأحكام لإخراج الصورة
التي وصف بها الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك المجتمع بقوله صلى الله عليه
وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه
عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"(1), لذا فإن التكافل الاجتماعي في
الإسلام ليس مقصوداً على النفع المادي وإن كان ذلك ركناً أساسياً فيه, بل
يتجاوزه إلى جميع حاجات المجتمع أفراداً وجماعات, مادية كانت تلك الحاجة
أو معنوية أو فكرية على أوسع مدى لهذه المفاهيم, فهي بذلك تتضمن جميع
الحقوق الأساسية للأفراد والجماعات داخل الأمة.

المقصود بالتكافل الاجتماعي:

يقصد بالتكافل الاجتماعي: أن يكون أفراد المجتمع مشاركين في المحافظة على
المصالح العامة والخاصة, ودفع المفاسد والأضرار المادية والمعنوية, بحيث
يشعر كل فرد فيه أنه إلى جانب الحقوق التي له, وأن عليه واجبات للآخرين,
وخاصة الذين ليس باستطاعتهم أن يحققوا حاجاتهم الخاصة, وذلك بإيصال
المنافع إليهم ودفع الأضرار عنهم(2).

مجال التكافل الاجتماعي:

والتكافل الاجتماعي في الإسلام ليس معنياً به المسلمون المنتمون إلى الأمة
المسلمة فقط بل يشمل كل بني الإنسان على اختلاف مللهم واعتقاداتهم داخل
ذلك المجتمع, كما قال الله تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ
الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن
دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8], أي أن التكافل الاجتماعي في
الإسلام يعد غاية أساسية تتسع دائرته حتى تشمل جميع البشر مؤمنهم وكافرهم
فقد قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن
ذاللهرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ
خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: 13], ذلك أن أساس التكافل هو كرامة الإنسان حيث قال
الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ
وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾ [الإسراء:
70], والتكافل يتدرج ليشمل الإنسانية جمعاء, حيث يبدأ الإنسان المسلم
بدائرته الذاتية ثم دائرته الأسرية ثم محيطه الاجتماعي ثم إلى تكافل
المجتمعات المختلفة.

التكافل بين المرء وذاته:

الإنسان مسئول عن نفسه أولاً, فهو مسئول عن تزكيتها وتهذيبها وإصلاحها
ودفعها إلى الخير وحجزها عن الشر, قال الله تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا
سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن
زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ [الشمس: 7-10], كما أنه مسئول عن
حفظها ورعاية صحتها وتمتعها في حدود المباح, قال الله تعالى: ﴿ وَابْتَغِ
فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبالله مِنَ
الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ
الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾
[القصص: 77]. ثم إنه منهي عن إتلاف نفسه وإضعافها وتعذيبها, فقد نهى الله
تعالى عن الانتحار بقوله: ﴿ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ
كَانَ بِكُمْ رَحِيماً﴾ [النساء: 29], وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها
أبداً, ومن تحسى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً
مخلداً فيها أبداً, ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه
في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً"(3).

كما يحرم عليه تعاطي كل ما يؤثر على صحته أو عقله, فإن من المقاصد العامة
الضرورية للشريعة الإسلامية حفظ النفس والعقل والمال, قال الله تعالى في
الخمر: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ
الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي
الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ
الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة: 90-91].

التكافل داخل الأسرة :

لقد أكد الإسلام على التكافل بين أفراد الأسرة وجعله الرباط المحكم الذي
يحفظ الأسرة من التفكك والانهيار, ويبدأ التكافل في محيط الأسرة من
الزوجين بتحمل المسؤولية المشتركة في القيام بواجبات الأسرة ومتطلباتها كل
بحسب وظيفته الفطرية التي فطره الله عليها, قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته,.... والرجل راع في أهله وهو مسئول
عن رعيته, والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها"(4).

ويأتي تقسيم وتوزيع المسؤوليات داخل البيت بين الرجل والمرأة بما يضمن
قيام الأسس المادية والمعنوية التي تقوم عليها الأسرة, فالله سبحانه
وتعالى يخاطب أرباب الأسر رجالاً ونساءً بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ
اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6].

ولا تتم هذه الوقاية إلا بالتبصر بالحق وتعليم العلم النافع والإرشاد إلى
أبواب الخير, وهذا هو قوام التكافل العلمي والتثقيفي للأسرة، وهو مسؤولية
مشتركة بين الزوجين, فكلما وجد أحدهما في الآخر تقاعساً أو تقصيراً نبهه
وأرشده إلى الصلاح والإصلاح, قال الله تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ
وَيُؤْتُونَ الزّاللهاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ
سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 71], وقد
حث الإسلام على تنمية الود والحب الغريزي بين الرجل والمرأة في حياتهم
الزوجية, فقال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ
أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم
مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التكافل الاجتماعي في الاسلام(الجزء الاول)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم بلا حدود magex007 :: منتـــــدى حــــوار الأديـــــــان :: المنتدى الاســـلامي-
انتقل الى: